الأحد، ٢٠ أبريل ٢٠٠٨

نعمل إيه منغيرك يا حسنى؟

أناعايز أعرف حاجه: هوه إيه الخطة فى مصر بالظبط بعد حسنى مبارك؟ يعنى الحكومة عامله حسابها على إيه لو حسنى مات دلوقتى؟ هوه ممكن يموت صح؟ أصل بعد أكتر من 25 سنة فى الحكم ممكن تحس إنه بقى حاجه زى الإله... بقى آبدى. الواحد بقا مش عارف يتخيل مصر من غيره.

يا جماعة إيه الترتيبات الرسمية لو حصله حاجة؟ هى الحكومة مش واخده بالها إنه كبر و لا محضرين فيلم نهايتة جمال مبارك؟ بصراحة الإحتمالات كلها مبتبشرش بالخير. لو مفيش نظام مترتب لما بعد حسنى مبارك يبقى البلد دخله على فوضى كبيرة لا يمكن النتيجة منها يكون أى حل ديموقراطى. ده مش بعيد كمان يبقى فى حروب أهلية صغيرة كده. الإخوان والجيش مثلاً... أو مسيحيين و مسلمين. لو مفيش خطة يبقى كإننا بنرمى 6 زهرات و لو جم على ست ستات النتيجة ديموقراطية سلمية، أى حاجه تانية النتيجة مصايب. إحنا و حظنا بقى.

طب و لو الحكومة عندها خطة، ليه ما بيقولوش؟ يمكن أنا جاهل و معرفش الإجرائات الرسمية دى... بس معتقدش. عمر ما قابلت حد و قلى بالظبط المفروض يحصل إيه لما حسنى يموت (يظهر إن دى الطريقة الوحيدة اللى هايسيب بيها الاحكم). ده حسنى حتى ما عندوش نائب زى ما كلنا عرفين. هيعملوا إيه لحد ما ينتخب رئيس جديد؟ هاينتخب رئيس جديد أصلاً ولا أنا قلبى أبيض؟... مش عارف. بس تكون إيه الخطة اللى مفيهاش إنتخابات و مش محتاجه نائب؟... معرفش برضه أنا مليش فى الجهات الرسمية و علاقتها بعضها ببعض. بس عشان خطرى لو حد يعرف يقول.

لو فعلاً حاولوا يحطوا جمال مكان مبارك إتهيائلى الناس هتولع فى البلد و فى نفسها من القهر. أنا أكيد هتقهر لو حد حكمنى 27 سنة و بعدين راح محكم إبنة عليا... خصوصاً بالنتايج دى. إنتم عارفين؟ ده تالت أطول حكم فى تاريخ مصر بعد رمسيس التانى و محمد على!!

من فضلك... لو سمحت... حد يجاوبنى... هنعمل إيه؟

الجمعة، ١٨ أبريل ٢٠٠٨

إزاى نعيش مع بعض؟

أنا ملحد... أيوه بقولها و أنا مش مكسوف... ده حتى أنا فخور بكده زى ما كل واحد فخور بمعتقادته. بس أحب أقولك إن أنا ما ألحدتش علشان حصلتلى حاجه وحشه أو علشان الحياة ظلمتنى أو كده. أنا ألحدت لإن هوه ده اللى وصلتله بعد قراية و بحث كتير من خلال مصادر علمية و دينية كمان. اللى عايز أقوله إنى ملحد عن تفكير و إطلاع إنما مش فكره عشوائية أو إنتقامية من الحياة جت على بالى.

بس أنا مش عايز أتكلم عن الإلحاد دلوقتى مع إنه من المواضيع المفضلة بالنسبالى. أنا عايز أتكلم عن الشعور اللى جواك دلوقتى. عن شعورك بالنفور و الإشمئزاز لما قرأت كلمات "أنا ملحد". أنا تقريباً متخيل التكشيرة على وشك و إنت بتفكر فى الإلحاد أو فى واحد زيى بيعلن إلحاده. أنا اّسف فعلاً لشعورك ده و كنت أتمنى إنك متحسش بالنفور نحيتى بس ده طبيعى. أنا بالنسبالك عاصى و كافر و ناكر لله و هاعيش أبديتى أحترق فى الجحيم. أنا هافهم على طول نظرتك ليا دى أول ماتقول إنك مسلم أو مسيحى مئلاً. دينك و معتقاداتك بيحتموا عليك إنك تفكر فيا كده... بس زى ما أنا فى نظرك كده، إنت فى نظرى عايش حياتك فى وهم و بتقدس كتب إتكتبت بيد إنسان مش بيد إله. بس ما تضايقش من رأيى فيك، أنا مضايقتش لما عرفت إن إنت بتقول إن أنا هاتشوى و أتعزب بعد ما أموت. كل واحد حر فى رأيه و فى التعبير عنه... صح؟

طب إزاى واحد زيى ما بيعبدش حاجه يعيش مع واحد يؤمن بالصلاة خمس مرات فى اليوم مثلاً أو بضرورة إحتشام النساء. إزاى يعيش مع واحد يؤمن بعدم فعل شىء يوم السبت أو مع واحدة لا تؤمن بالطلاق. و إزاى الناس دى كلها بكل عقائدها المختلفة تعيش مع بعض؟ إيه القوانين اللى نحطها عشان ننظم المجتمع ده؟ إيه الإجابة اللى الهاتفضل عادلة مهما إتغيريت المعتقادات؟ هاؤلك مفاجئة: الإجابة مش الشريعة الإسلامية. علشان يبقى النظام غير محايد و عادل لكل الإعتقادات الحالية و المستقبلية لازم يكون مفصول منهم و غير مبنى عليهم. هي دى العلمانية: الفصل بين الدولة و الدين.

من غير علمانية صعب يكون فى تعايش و مساواة. أى واحد تبع أى عقيدة مش هايحب البلد تمشيه على نظام عقيدة تانية أو تكون قوانينها مأخوذة من كتاب مقدس عند ناس تانية. و صعب التعايش أوى لما أمشى شوية ناس على عقائد هما ما إختاروهاش. حتى لو بمعجزة حصل فى تعايش بين الناس تحت حكم دينى، أكيد مش هايبقى فى مساواة. الحكم الدينى و المساواة دول عكس عكاس، مينفعش يبقوا موجودين فى نفس الوقت. العلمانية بتعريفها لا تناقض التعايش أو المساواة بس هى برده ما تضمنهمش. مش معنى إن بلد علمانية إنها كده أوتوماتيك هايبقى فيها تعايش و مساواة. العلمانية هى مجرد شرط ليهم.

كل واحد مع نفسه يعتنق الدين اللى هوه عايزه. إعبد اللى إنت عايزه حتى لو عايز يكون ده السرير اللى إنت بتنام عليه بس متخلينيش أمشى على إعتقاداتك لأنها مجرد كذلك: إعتقادات. لو إنت مسيحى متسمعنيش جرس الكنيسة يوم الحد و لو إنت مسلم متسمعنيش الاّذان خمس مرات فى اليوم ولا تسمعنى صلاة الجمعة. دة دينك خليه ليك إنت، إدينى حرتى.

حياة الإنسان من أول ما يصحا الصبح لحد ما ينام لازم ميكونش فيها ذكر لأى دين غير بإختيار شخصى من الإنسان ده. يعنى لا ورقة إمتحان يبقى مكتوب فيها "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا بطاقة يبقى مكتوب فيها الديانة ولا قوانين توريث مبنية على الشريعة ولا أضطر أستنى الراجل لما يخلص صلى فى الشغل ولا أى حاجه من ده كله. كل علاقتى بالمجتمع تكون علمانية. يا أخى لو أنا عايز أروح الجامع أو الكنيسة أنا هاروح، ده يبقى إختيارى الشخصى. كل واحد حر يعبد اللى فى نفسه طالما علاقته بالمجتمع علمانية و ما بيفرضش إعتقاداته على حد.